هزيمة مشروع "تريزا ماي" لا يقابله انتصار لمشروع آخر
الساعة 03:02 مساءً
د/ ياسين سعيد نعمان د/ ياسين سعيد نعمان

------------------------
أسفر تصويت مجلس العموم البريطاني ( البرلمان) على خطة رئيسة الوزراء "تريزا ماي" بشأن كيفية الخروج من الاتحاد الأوربي عن رفض كبير للخطة ٤٣٢ معارض مقابل ٢٠٢ مؤيد . 
كانت هزيمة المشروع متوقعة ، رلكن ليس بهذه الدرجة التي اعتبرت تاريخية في ما شهدته الحكومات عبر تاريخها الطويل من هزائم في البرلمان .
في ضوء هذه النتيجة دعا زعيم حزب العمال چيرمي كوربن إلى سحب الثقة من حكومة المحافظين ، وهو ما سيتم عرضه ومناقشته وربما التصويت عليه يوم غد الأربعاء . 
لكن سحب الثقة مسألة مختلفة تماماً بالنسبة لحزب المحافظين وحلفائهم في مجلس العموم لأن اسقاط حكومة المحافظين في هذا الظرف الذي يعيش فيه الحزب انقسامات كبيرة ربما يدفع بهم إلى خارج الحكومة ، وهو ما سيعمل الجميع على تفاديه أملاً في استمرار الحكومة والبحث عن بدائل للبركست توفيقية تعيد اللحمة الى الحزب .
في تقديري أن الذي خرج منتصراً من هذا التصويت هي "تريزا ماي" لأنها الوحيدة التي لديها مشروع واضح ويحضى بهذا العدد من البرلمانيين . وأقصد بنجاحها أنها كانت منسجمة مع رؤيتها التي اعتقدت أن مصلحة البريطانيين تكمن فيها ودافعت عنها على الرغم من إدراكها أن فرص تمريرها في البرلمان كانت محدودة . كما أن هزيمة مشروعها لا يقابلهً انتصار  لمشروع آخر بديل .
بتفكيك المشاريع الاخرى التي هزمت مشروعها لا نجد غير مشروع واحد واضح وهو الخروج من غير اتفاق no-deal Brexit وهذا غير مقبول كثيراً كما يبدو ، وآخر  وهو الدعوة الى استفتاء آخر وهذا لم يتبلور بعد على قاعدة محددة تسمح بتقييم فرصه في النجاح . أي أنه
برفض مشروع "تريزا ماي" لا يوجد مشروع آخر جاهز ، وسيبدأ البريطانيون البحث من نقاط مفككة لا توفر شروطاً للإعتقاد بأن القادم أسهل .
 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص