الرئيسية - اخبار محلية - قاعدة تركية جديدة في قطر: احتلال بوجه مكشوف "صور"
قاعدة تركية جديدة في قطر: احتلال بوجه مكشوف "صور"
الساعة 01:50 صباحاً

تستثمر تركيا نفوذها المتعاظم في قطر لتحويل الإمارة الخليجية إلى قاعدة متقدمة للمصالح التركية في منطقة حيوية وذات عمق استراتيجي. ولا تخفي أنقرة رغبتها في استثمار أزمة الدوحة وعزلتها الإقليمية كمدخل لتثبيت وجودها العسكري والاستخباري من خلال تأسيس قاعدة عسكرية في 2014، والاستعداد لبناء قاعدة جديدة بمواصفات أكبر وبحضور عسكري نوعي من حيث أعداد الجنود والقطع العسكرية والأهداف الاستراتيجية، وهو ما يجعل قطر محمية تركية ويحوّل التعاون العسكري إلى احتلال بوجه مكشوف.

يأتي هذا في وقت تحوّل فيه المال والإعلام القطريان إلى أداة لتحقيق أجندات تركيا في المنطقة سواء بالترويج لجماعات الإسلام السياسي أو بمهاجمة دول إقليمية تعارض التمدّد التركي وتعمل على وقفه حفاظا على أمنها القومي وأمن المنطقة.

اقراء ايضاً :

وكشف تقرير تركي أن القاعدة التركية الجديدة في قطر تحمل اسم طارق بن زياد، وسيتم الإعلان عن انطلاقها الفعلي الخريف المقبل، خلال احتفال كبير يحضره الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

وقال التقرير، الذي كتبته الصحافية هاندي فيرات المقربة من أردوغان في صحيفة حرييت التركية بعد أن زارت القاعدة، إن الجنود الأتراك، الذين بدأوا بالتوافد إلى هناك سيبلغ عددهم الآلاف، كاشفة عن أن القاعدة تتميز بالضخامة وتعدد المنشآت، وأن التدريبات العسكرية المشتركة فيها قد بدأت بين الجنود الأتراك والقطريين.

وبحسب التقرير، ستتيح القاعدة لأنقرة مجموعة متنوعة من الخيارات في المنطقة إذ ستتضمن قوة برية وبحرية وجوية وقوات خاصة بالإضافة إلى مدربين للجيش القطري، ما سيسمح لأنقرة بعرض وتسويق معداتها العسكرية وبما في ذلك تعزيز مبيعات دبابات ألتا ومدافع الهاوتزر ذاتية الدفع من طراز فيرتينا وأسلحة أخرى تركية الصنع.

وأشارت فيرات التي سبق وأن أجرت الحوار مع أردوغان عبر الهاتف أثناء محاولة الانقلاب الفاشلة، إلى أن عدد الجنود سيزداد، إلا أنها فضلت ألا تذكر الأعداد “حفاظا على مصالح تركيا وأمنها”.

واكتفت بتوضيح أن العدد سيصبح “كبيرا”، وأكدت على أن قطر “تولي أهمية كبرى لهذه القاعدة العسكرية”.

ويرى متابعون للشأن الخليجي أن البعد العسكري في القاعدة الجديدة ليس هو المهم، إذ ستظل قطر، ومن ورائها تركيا نفسها، مرتبطتين بالتوازن القائم في المنطقة سواء في العلاقة بالوجود العسكري الغربي خاصة الوجود الأميركي، أو بالتوازن مع دول مثل السعودية أو إيران، وأن الوجود التركي لن يكون له تأثير على هذا المستوى.

وأشاروا إلى أن الوجود العسكري التركي يكشف عن أن أنقرة استغلت هوسا قطريا غير مبرر عن استهداف عسكري من جيرانها، لتوهمها بالحماية، لكن حقيقة الأمر تؤكد أن تركيا تبحث عن التمركز في الخليج وامتلاك منفذ حيوي على أهم طرق التجارة العالمية باتجاه جنوب شرق آسيا.

وإذا كانت قطر قد احتمت بهذا الوجود في ظل أزمتها مع دول المقاطعة وسياسة الهروب إلى الأمام بدل مواجهة الحقيقة وحلها، فإن تركيا كانت تخطط لتثبيت نفوذها في قطر قبل ذلك، أي قبل أن تبدأ الأزمة، مستفيدة من تقاطع بين البلدين في دعم جماعات الإسلام السياسي ومحاولة الركوب على موجة الربيع العربي.

ووافق البرلمان التركي على السماح للمئات من القوات التركية بالانتشار في قاعدة عسكرية في قطر أقيمت ضمن اتفاق وقع عام 2014 وذلك لإظهار الدعم لقطر التي تستضيف أيضا أكبر قاعدة جوية أميركية في المنطقة.

وقالت أنقرة إنها ستنشر 3000 من قواتها البرية في القاعدة لتصبح مكانا لتدريبات مشتركة ولمساندة جهود مكافحة الإرهاب.

وكانت دول المقاطعة الأربع قد اشترطت على الدوحة إغلاق القاعدة التركية من ضمن سلسلة من الشروط الأخرى عن علاقتها بإيران وبجماعات متشددة وتمويل الإرهاب، وضرورة وقف الحملات الإعلامية الموجهة لاستهداف أمن الدول الأربع.

وسبق وأن ذكر وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو أنه “تم نشر القوات المسلحة التركية في قطر بموجب اتفاق التعاون الثنائي في المجالين العسكري والدفاعي الموقع بين تركيا وقطر في عام 2014، قبل وقت طويل من الأزمة القطرية في 2017”.

وقال جاويش أوغلو في مقابلة نشرتها صحيفتان قطريتان “لا توجد صلة بين نشر قواتنا العسكرية والنزاع الخليجي الحالي نحن نعتقد أن طلب غلق القاعدة العسكرية التركية هو طلب غير واقعي”.

ويعمل الرئيس التركي من خلال هذا الاختراق على استعادة الدور العثماني القديم في المنطقة، ليبدو التمركز في قطر بمثابة أرض فتح للأتراك في بيئة معادية، في ظل توتر علاقة أنقرة مع دول مؤثرة في المنطقة مثل السعودية والإمارات ومصر بسبب التدخلات التركية الداعمة لجماعات الإسلام السياسي.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص