معركة خفيَّة تحتدم يوماً بعد آخر بين فصائل قوات الشرعية الموالية للتحالف في محافظة مارب، ربما تكون نتائجها أشد تأثيراً من المواجهات المسلحة، وقد تكون سبباً رئيساً في تسهيل ما تبقى أمام قوات صنعاء التي وصلت خلال معارك الساعات الماضية إلى أولى مديريات مدينة مارب،
هذه المعركة تتمثل بتباين كبير في أهداف وطموحات كل فصيل، وتعدد الولاءات والعشوائية التي تنتج عن اختلافات في وجهات النظر، والخلافات المتواصلة بين قيادات كبيرة وقيادات متوسطة بشأن تقاسم الأموال التي يضخها التحالف بين حين وآخر، ويستحوذ عليها القادة والمشائخ الذين يقودون المجاميع القبلية، ولا يصل منها سوى الفتات للمقاتلين في الصفوف الأمامية، حتى الأسلحة التي يعزز بها التحالف مقاتلي تلك الجبهات تتحول إلى غنائم يتقاسمها القادة وسرعان ما تكون معروضة في واجهات محلات بيع الأسلحة.
- 10 علامات بسيطة تنذرك بارتفاع مستوى السكر في الدم.. لا تتجاهلها أبداً!
- مجلس الأمن يعقد اجتماعا طارئا بطلب من الجزائر بعد قرار محكمة العدل الدولية
- أعجوبة ربانية.. نبتة رخيصة تناولها مع الشاي تحميك من 5 أمراض فتاكة تهدد حياتك؟
- وداعاً للشيخوخة.. الحل الجبار في ورق الغار تناوله بهذه الطريقة ورجع شبابك حتى لو عمرك 70 سنه
- لو مفتاحك ضاع طريقة جهنمية فتح أي قفل مهما كان حجمه بدون مفتاح.. سر خطير !
- ظهورهذه العلامات في البول بداية الإصابة بمرض السكر وعليك سرعة تداركه .. أكتشفها الآن؟
- مواطن سعودي يدخل مطعم لتناول "كبسة باللحم" .. وعندما قدم العامل الوجبة كانت المفاجأة!
- السعودية تفرض رسوم مالية جديدة لأداء مناسك العمرة.. تعرف على المبلغ المطلوب
- متوفر في كل منزل.. الكشف عن زيت شهير يخفض ضغط الدم والكولسترول الضار ويقي من السرطان!!
- وداعاً لآلم المفاصل.. "عصير طبيعي" له مفعول السحر في تسكين آلام المفاصل سريعا!!
كل تلك الخلافات والاختلافات في وجهات النظر وأهداف وغايات الفصائل والتشكيلات العسكرية التابعة للتحالف والشرعية؛ أدت بالنتيجة إلى تخوين كل فصيل للآخر، حيث أصبح الكل لا يثق بالكل، في متوالية اتهامات متبادلة انعكست على الأداء الميداني، الذي أدى بدوره إلى اتهام التحالف للجميع بالابتزاز والخيانة، الأمر الذي يعدّه مراقبون عاملاً مهماً من عوامل تسهيل مهمات قوات صنعاء وتحركاتها باتجاه السيطرة الفعلية على مدينة مارب، آخر معاقل التحالف والشرعية في المحافظات اليمنية الشمالية.
وكان أحدث ما يدور في معركة الاتهامات المتبادلة بالخيانة بين فصائل التحالف والشرعية ما وجهه أحد المشائخ الموالين للتحالف، من اتهام لحزب الإصلاح بالخيانة، حيث حذّر الشيخ غالب ناصر بن كعلان التحالف من سقوط وشيك لمدينة مارب بسبب خيانة من الإصلاح، وقال الشيخ القبلي إن إعلام الإصلاح يروّج لانتصارات وهمية في وقت يتقدم الحوثيون، واصفاً ذلك بالخذلان.
في الوقت نفسه يتهم حزب الإصلاح التحالف والشرعية بإقصائه من تفاوضات مسقط المنعقدة بين وفد صنعاء والجانب السعودي والأمريكي، كما يتهم الحزب الفصائل المسلحة الموالية للإمارات، التي يقودها صغير بن عزيز، رئيس أركان دفاع هادي، بالوقوف وراء عمليات اغتيال استهدفت عدداً من قادة الإصلاح العسكريين، ويرى مراقبون أن فجوة الخلاف وفقدان الثقة بين التحالف والإصلاح تتسع بشكل ملحوظ، حيث شنّ ناشط سياسي وإعلامي تابع لحزب الإصلاح هجوماً لاذعاً على السعودية، الجمعة الماضية، عبر تغريدات على منصة تويتر، متهماً المملكة بأنها تعمدت قصف المدنيين في اليمن بغارات طائراتها الحربية، مشيداً في الوقت نفسه بما وصفه “الأخلاق القتالية العالية” التي تتصف بها قوات صنعاء، حيث قال عباس الضالعي، المستشار الإعلامي للقيادي الكبير في حزب الإصلاح، حميد الأحمر، في إحدى تغريداته: “إن القصف الجوي السعودي يستهدف المدنيين وتجمعاتهم، وقصف قوات صنعاء يستهدف منشآت عسكرية واستراتيجية.. هذا هو الفارق في أخلاق الحرب”.
بالمقابل تُظهر السعودية أن ثقتها في القوات الموالية لها أصبحت معدومة، من خلال اتهاماتها المتواصلة بأن تلك القوات تبتزها، وفي بعض تصرفات السعودية في الفترة الأخيرة ما يؤكد ذلك؛ حيث سحبت القوات السعودية، خلال الساعات الماضية، خمس عربات تابعة للاتصالات العسكرية ومخصصة لعمليات التنصت والحرب الإلكترونية، من مدينة مارب، باتجاه منفذ الوديعة، بتوجيهات من قائد قوات التحالف في مارب، وهو ما يراه مراقبون تفككاً خطيراً داخل قوات الشرعية، ومساراً معقداً بينها وبين التحالف، يجعل سقوط المعقل الأخير لها أكثر سهولةً وقرباً من الإنجاز الذي لم تتراجع عنه قوات صنعاء رغم مبادرات السعودية وضغوطها بورقة الوضع الإنساني.